تختلف المجالات التي تتربع فوق عرش الأبحاث ، والتي قد تعود بالنفع والفائدة على البشريّة ، أو قد تعود بالهلاك .
ومن أهم هذه الأبحاث – البحث العلمي
هو ليس فقط من أهمها ، بل من أشهرها وأكثرها توسعاً واستخداماً ، فهو أسلوب خاص منظم يتم عن طريقه جمع المعلومات والبيانات اللازمة والموثقة الدقيقة ، يعتمد كلَّ الاعتماد على إيجاد الحلول عبر طرقٍ علميّة مختلفة .
هنالك العديد من الأدوات التي يمكن استخدامها أثناء عملية البحث العلمي ، ولكن قبل التعرّف إليها ، علينا أن ندرك أولاً أهميتها ومن ثمَّ تعريفها .
الأهمية العظمى لأدوات البحث العلمي
1- تقوم أدوات هذا البحث بتوفير بيانات ومعلومات جديدة ومحدّثة ، يستطيع الباحث عبر ممرها العبور إلى برِّ اتّخاذ القرار الصائب والمناسب حول الفرضيات الممكنة أثناء رحلة البحث ، بالإضافة إلى الإجابة عن كلِّ الأسئلة التي يمكن لها أن تُطرح في الأذهان .
2- له أهمية في إغناء البحث العلمي وتركيز عدسة الحقيقة على الكثير من الأشياء المخفيّة والمبهمة ، ويحدث أحياناً أن تكون المعلومات المقدّمة من قبل الباحث أكثر نفعاً وفائدةً من المعلومات القديمة المأخوذة من سلسلة تاريخيّة لموضوع البحث .
3-هذه الأدوات لها مهمّة أساسيّة في جذب القارئ وإقناعه بالمطروح ، فهي تقوم على مساعدة البحث العلمي بهذه الطريقة ، بالإضافة إلى وهب ثمرة الفائدة المعرفيّة الحقيقيّة لجميع الباحثين المتحمسين على إقبالهم لإعداد وتجهيز أبحاث علمية مستقبلية يكون موضوعها مرتبط ولو بمعلومة واحدة مع البحث الذي يُقام حالياً .
التعريف العام لأدوات البحث العلمي
يمكننا استخدام الأدوات الخاصة للبحث العلمي في الحصول على معلومات تسهم في تفصيل ودراسة كل جزء متعلّق بالبحث ، حيث أنَّ هنالك الكثير من الرسائل العلميّة والأبحاث المخصصة ، تحتاج إلى شرحٍ وتفصيلٍ حالي يواكب العصر الآني ، أي ستكون هذه المعلومات مفيدة للحاضر والمستقبل في آنٍ واحد .
بداية الأمر يكون عن طريق انتقاء مجموعة من الأفراد لتكون عيّنة لأجل الدراسة البحثيّة ، وهذه العيّنة تشكّل المجتمع الكلي للبحث ، واستناداً إلى البيانات التاريخيّة المسبقة التي تتحدث عن الموضوع وإمكانيّة الاستفادة من المصادر والمراجع والتجارب والدراسات السابقة، سنصل إلى النتائج المطلوبة .
يساعد البحث العلمي على اقتلاع جذور المشكلة المطروحة الصعبة ، لتصبح صورة الحلول في نهاية المطاف واضحة وبسيطة وذلك بشرط أن يكون الباحث موضوعياً مع مغامرة بحثه ، أي أنه لا يجب عليه التحيّز أو التطرّف لأي جانب معين ، لكي تصل نتائج البحث إلى ذروة حقيقتها .
الأدوات الخاصة للبحث العلمي
سنتحدّث الآن عن أشهر الأدوات التي تساهم في نجاح حلقة البحث العلمي ، ألا وهي أربع أدوات :
الاستبيان
يحمل الاستبيان المرتبة الأولى دائماً بين الأدوات المهمة للبحث العلمي ، وذلك لأنه الأكثر شيوعاً للاستخدام ، وقد أُطلق عليه تسميات أخرى كالاستبانة ، والاستقصاء ، وأيضاً هنالك معلومة بسيطة ، ألا وهي أنَّ أوّل من استعمل الاستبيانات في أبحاثه العلميّة ، العالم “السير فرانسيس كالتون ” ، و بناءً على طريقة هذا العالم ، سارت أجيال العلماء .
يُعرّف الاستبيان أنه عبارة عن مجموعة من الأسئلة المتراكمة والمرتبة ، تهدف إلى استطلاع آراء الأفراد المعيين بموضوع البحث والذين يمثلون أساس العيّنة الدراسيّة التي تدور موضوعها حول قضيةٍ ما .
أنواع الاستبيان ( تصنيفاته )
للاستبيان تصنيفات متعددة لكلٍّ منها له دوره الخاص بحيث ينقسم إلى ما يلي:
1- الاستبيان المغلق
وهو عبارة عن أسئلة محددة يتم الإجابة عنها بأجوبة مختصرة ، بحيث يختار الباحثون ما يروه مناسباً وجيداً باختصار الجواب وحدّه ضمن إطار ال ” نعم ” أو ” لا ” أو أي إجابتين مختصرتين .
مثال على ذلك :
هل التدخين مضر بالصحة ؟
أ) نعم ب) لا
2- الاستبيان المفتوح
هذا النوع من الاستبيانات يكون عبارة عن مجال مفتوح وغير محدد بالإجابة المختصرة ، فمن خلاله يمكن للفرد أن يعبّر عن رأيه الكامل ويفيد هذا النوع في جمع أكبر عدد ممكن من الآراء والبيانات الدقيقة .
مثال على ذلك :
كيف تستفيد من مواقع التواصل الاجتماعي ؟
3- الاستبيان المفتوح والمغلق في آنٍ واحد
وهو عبارة عن عملية دمج بين النوعيين السابقين ، فهنالك أبحاث واجب على الباحث أن يجمع بين الاستبيانين ، وذلك بجمع المعلومات عن طريق الأجوبة المختصرة والطويلة .
طرق استخدام الاستبيان
بحكم أنَّ الاستبيان هو الأداة الأولى والمهمّة في البحث العلمي ، علينا أن نعرف كيفية استخدامها بطريقة جيدة ومناسبة :
ينطلق الباحث في التفكير بطبيعة الأسئلة التي سيطرحها على شريحة معيّنة من الأفراد ، ومن ثمَّ يقوم بتنسيقها مع مصداقيّة التجربة ، مع الانتباه لأن تكون الأسئلة واضحة وبسيطة وسهلة كي تفهمها العقول المخاطبة دون جهدٍ وعناء
وبعدها يذهب الباحث إلى تصميم أنموذج مبدئي عن اختباراته وفي حال تمَّ التأكد من النتائج يصل إلى نهاية بحثه بسلام .
المــلاحظة
في الحقيقة ، هذه الأداة تعتمد بطريقةٍ أو بأخرى على القدرات الشخصيّة المميّزة لدى الباحث ، فكلما كانت دّقة ملاحظته أسرع ، كلما زادت المعلومات الغنيّة ضمن موضوع بحثه .
وهي عبارة عن تربص دقيق ومتابعة دقيقة للموضوع المطروح في حالته الطبيعيّة و زواياه الاستثنائيّة .
أنواع الملاحظة ( تصنيفاتها )
هنالك أنواع عدّة توجد ضمن حقل الملاحظة ، من أبرزها :
– الملاحظة المنظمة
تتميز كونها تخضع لأسلوب علمي ذا دّقةٍ عالية ، حيث يصبح على الباحث واجب تسجيل كل ما هو متخصص بموضوع البحث وحالاته كافةً .
– الملاحظة البسيطة
وتُعرف أيضاً بالملاحظة الفجائيّة ، فهي من دون سابق إعدادٍ وإنذار ، تفيد الباحث بحصوله على معلومات مبدئيّة تمكّنه أن يضع النقاط الأساسية لتفاصيل بحثه .
– المقابلة
تعتبر المقابلة أيضاً من الأدوات المهمة جداً للبحث العلمي ، فعن طريقها يمكن تجميع البيانات المخزنة والمعلومات القيّمة مع فتح باب الفرصة للتعرّف على الانفعالات ممكنة الحدوث مع الباحثين أثناء خوضهم التجارب مع الأفراد وآرائهم ونفسياتهم المختلفة .
يمكن القول أنَّ المقابلة هي لقاء انفرادي خاص بين الباحث والفرد ، يدور بينهما حوار مميز فحوه الأسئلة المراد الإجابة عنها لصالح البحث ، ويتم حفظ هذا اللقاء بتسجيله باستخدام أدوات الكترونيّة مطوّرة أو الطريقة البدائيّة “الورقة والقلم ” .
أنواع المقابلة ( تصنيفاتها )
- تصنيف المقابلة وفق طبيعة الأسئلة التي يمكن أن يطرحها الباحث
ويمكن الربط هنا بين المقابلة والاستبيان ، فتكون الأسئلة إما مفتوحة وطويلة ، أو مغلقة ومقيّدة .
- تصنيف المقابلة وفق عدد الأفراد
بحيث تكون إما مقابلة فردية معنيّة بكلِّ فردٍ على حدى ، أو جماعيّة متمثلة بضم أكبر عدد ممكن من الأفراد .
- الاختبارات
تستهدف هذه الأداة طريقة للتعرّف على الخصائص والسمات العامة والخاصة المتعلّقة بموضوع البحث العلمي ، والباحث هو من يقوم بتصميمها في ضوء معرفته الكاملة لبحثه .
وبهذا نكون قد وصلنا إلى نهاية المقال ، ويمكننا القول أنَّ أدوات البحث العلمي كثيرة وواسعة ، ولكن لا يمكن إتمام البحث بإتقان دون هذه الركائز.