رومانيا أين تقع
أين تقع رومانيا، هي إحدى دول الاتحاد الأوروبي التي انضمت حديثاً للاتحاد، وعاصمتها مدينة بوخارست، وقد كانت رومانيا في السابق من أعضاء الاتحاد السوفييتي، وكان الحُكم السائد في رومانيا شيوعي لفترةٍ طويلة من الزَّمن، ثمَّ جرت بعض التحوُّلات السياسيَّة في البلاد أدَّت لتغيير كل نظام الحُكم في رومانيا، وقد انضمَّت البلاد على إثر تلك التغييرات إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وأصبحت فيما بعد أحد أعضاء الاتحاد الأوروبي.
رومانيا إحدى الدول الأوروبية الواقعة في شبه جزيرة البلقان، وتقع رومانيا في الجزء الجنوبي الشرقي من قارَّة أوروبا، وتعتبر رومانيا من بلدان أوروبا الواسعة المساحة، حيث تبلغ مساحتها 239 ألف كم مربع، ويمكن القول إنَّ التضاريس الجغرافيَّة في رومانيا تُعطي البلاد ملامح مميزة.
يحد رومانيا من الشمال دولة أوكرانيا، ويحدُّها رومانيا من الجنوب والجنوب الشرقي البحر الأسود، وتقع دولة المجر إلى الغرب منها، بينما يحدُّها من الجنوب بُلغاريا، وتتميَّز دولة رومانيا بسلاسل الكاريات الجبليَّة التي تمتد في الجزء الوسطي والجنوبي من رومانيا، وتقسم البلاد إلى منطقتين من السهول الخصبة، والتي يزيد وفرتها وخصوبتها نهر الدانوب، كما تتميَّز رومانيا بالتنوُّع الجغرافي والمناخي والحيوي الكبير.
تتألف المناطق الجغرافيَّة في رومانيا بشكلٍ أساسي من الجبال والغابات، بينما تكون معظم المساحات المتبقية سهول وتلال منخفضة الارتفاع، ويتميَّز المناخ في رومانيا باعتدال حرارته، وتعتبر رومانيا من دول أوروبا الغنيَّة بالثروات الطبيعيَّة، متمثلةً بالسهول الخصبة الصالحة للزراعة، والأراضي العشبيَّة التي توفِّر موئلاً عشبيَّاً مُناسباً للمواشي، بالإضافة إلى الغابات الغنيَّة، والتي تُعتبر مصدراً هاماً للأخشاب.
كما تحتوي رومانيا على ثرواتٍ معدنيَّة باطنيَّة من أهمِّها الذهب والفضة، ويشكل ساحل البحر الأسود ميناءً بحرياً هاماً، وموقعاً سياحيَّاً هامَّاً للفنادق والمنتجعات.
أصل الشعب الروماني
تعود الأصول التاريخيَّة للشعب الروماني إلى الرومان الذين عاشوا في جنوب ترانسيلفانيا، ولكن هذا التاريخ الحضاري والثقافي تغيَّر مع مرور الزَّمن، ومع التغيُّرات العُظمى التي طرأت على تلك المنطقة، كما ترجع أصول بعض الشعب الروماني إلى الداقية الذين كانوا يعيشون في منطقة حوض ترانسيلفانيا، ومع مرور الزمن حدث تزاوج كبير بين الشعبين السابقين، وقد أدَّى ذلك لتكوين الأمَّة الرومانية، التي حملت الأصول اللاتينية، وتكلَّمت اللغة الرومانيَّة، واعتقدت بالإيمان الأرثوذوكسي.
نبذة عن تطورات رومانيا التاريخية
نشأت رومانيا في العصور الحديثة عن اتحاد إمارتين شكلتا المملكة في عام 1859، وقد تمَّ تعيين الملك الأوَّل لأوكرانيا في عام 1881، وقد تتالت التغيُّرات السياسيَّة، ونشبت حروب بين رومانيا والدول المجاورة لها، وتوالى ملكين على حكم مملكة رومانيا، وفي نهاية شهر ديسمبر لعام 1947، تمَّ إعلان رومانيا كجمهوريَّةٍ شعبيَّة، وبعد 14 عاماً استقلَّت رومانيا عن الاتحاد السوفييتي، ولكنَّ الحُكم كان لا يزال شيوعيَّاً، وتولَّى القائد (نيكولاي تشاوشيسكو) الحكم في البلاد عام 1967، وقد عانى الشعب الروماني خلال تلك الفترة من عدم الاكتفاء، على الرَّغم من تمتُّع الدولة بقوَّةٍ اقتصاديَّة كبيرة، وكان النظام السائد في البلاد نظاماً اقتصاديَّاً يقوم على التشارك بكافة المواد، وعدم السماح لأيِّ فردٍ بالتملك، وقد عمل القائد حينها على تنمية وتطوير العلاقات بين دولة رومانيا ودولة الصين الشيوعيَّة.
حكم القائد نيكولاي تشاوشيسكو البلاد لمدَّة 24 عاماً، وقد كانت هذه المدَّة كفيلة بجعل الشعب الروماني يستاء من الحالة الاقتصاديَّة الضعيفة، حتَّى قامت الثورة الشعبيَّة عام 1989، والتي أدَّت إلى قتل الحاكم وزوجته، وتعيين رئيس جديد للبلاد، هو (أيون اليسيكو)، في 20 مايو لعام 1990، عن طريق انتخابات رئاسيَّة حُرَّة، وقد انضمَّت رومانيا فيما بعد في، وتحديداً في عام 2007 إلى الاتحاد الأوروبي، بعد أن قامت بالعديد من الإصلاحات الداخليَّة، وحاربت كل أشكال الفساد الداخلي.
المناطق الجغرافية في رومانيا
يمتد نهر الدانوب في الجزء الجنوبي من رومانيا، ويشكِّل الحدود الجغرافيَّة مع صربيا وبلغاريا، حيث يلتقي هذا النهر مع نهر بروت القادم من الجزء الشمالي الشرقي، ويصب نهر الدانوب ضمن البحر الأسود، وتتغيَّر مساحة رومانيا سنوياً باستمرار، حيث يتوغَّل دلتا الدانوب ضمن البحر الأسود، مانحاً رومانيا المزيد من الأراضي الجغرافيَّة بمعدل مترين إلى خمسة أمتار بشكلٍ سنوي، وتتنوَّع المناطق الجغرافيَّة في رومانيا بشكلٍ كبير.
حيث تُشكِّل الجبال حوالي ثلث المساحات الجغرافيَّة، بينما يكون الثلث الآخر من التلال متوسطة الارتفاع، والثلث الأخير من السهول الخصبة، وتُعتبر سلاسل جبال الكاريات هي السلسة الأشهر التي تتوسَّط البلاد، وتمتد إلى الجزء الجنوبي منها، وتحتوي هذه السلسلة العديد من المرتفعات الجبليَّة التي يزيد ارتفاعها عن 2 كم، بينما تُعتبر قمَّة مولدوفينو التي يبلغ ارتفاعها حوالي 2.5 كم أعلى قمَّة في تلك السلسلة الجبليَّة.
التنوُّع البيئي في رومانيا
تمتلك رومانيا تنوعاً بيئيَّاً هائلاً، حيث يتواجد فيها العديد من النظم البيئيَّة الطبيعية، كما تنتشر الغابات وتغطِّي مساحاتٍ واسعة من البلاد، وتتميَّز هذه الغابات بتشكيلها نظماً طبيعيَّة ليس لها مثيل في كافة دول أوروبا، حيث تعيش في تلك الغابات أنواع من الدببة الأوروبيَّة والذئاب، كما أنَّ هنالك مئات الأنواع من الحيوانات الأخرى، تتنوَّع بين ثديَّات وطيور وزواحف، كما أنَّ هنالك العديد من المناطق العشبيَّة في رومانيا، والتي تنمو فيها النباتات وأنواع الأشجار، وتُعتبر منطقة دلتا الدانوب منطقةً طبيعيَّة هامَّةً جدَّاً على مستوى أوروبا، وقد تمَّ اعتبارها محميَّةً طبيعيَّة بشكلٍ رسمي من قبل الاتحاد الأوروبي.
المناخ في رومانيا
تمتد رومانيا من السواحل الشرقيَّة للبحر الأسود باتِّجاه الشمال؛ مِمَّا يمنحها مناخاً معتدلاً يتحوَّل إلى مناخٍ قارِّي في الجزء الشمالي من البلاد، وهنالك أربعة فصول مُميَّزة كلَّ عام في رومانيا، وتتساقط الأمطار بكميَّات قليلة فيها بشكلٍ سنوي، حيث لا تتجاوز معدَّلات السقوط 750 ملم سنويَّاً، وتتحوَّل هذه الأمطار إلى ثلوج على المرتفعات الجبليَّة، مِمَّا يجعل رياضة التزلُّج منتشرةً بكثرة في تلك المناطق خلال فصل الشتاء.
التركيبة السكانيَّة
يبلغ عدد السكان في رومانيا ما يزيد على 20 مليون نسمة، يتنوَّعون بين الرومان والمجر، ويتكلَّم السكان اللغة الرومانيَّة، وتعتبر رومانيا من الدول العلمانيَّة، فليس هنالك ملامح دينيَّة في البلاد، وعلى الرَّغم من ذلك، تُعتبر الكنيسة الأرثوذكسيَّة الرومانيَّة هي الكنيسة المُسيطرة، ويتبع معظم السكان لها، بينما تتواجد طوائف أخرى مسيحيَّة، لكنَّهم يُعتبرون أقليَّات.
مدن رومانيا
يوجد في رومانيا ما يقارب 312 مدينة، وتتنوَّع مدن رومانيا بين مدنٍ كبيرة مكتظَّة بالسكان، مثل العاصمة بوخارست، والتي يبلغ عدد سكانها أكثر من مليوني نسمة، وهي من مدن أوروبا الكبرى، والمدينة الأكثر ازدحاماً في أوروبا، كما يوجد في رومانيا مدناً لا يتجاوز عدد سكانها مئة ألف نسمة، ويوجد فيها خمسة من المدن الكبرى التي تصنَّف في قائمة أكبر مدن أوروبا، وأمَّا المدينة ذات التعداد السكاني الأقل في البلاد هي البورسيك، والتي لا يتجاوز عدد سكانها ثلاثة آلاف نسمة.
وفي ختام هذا المقال، تعتبر رومانيا من دول أوروبا المتميزة بموقعها السياحي، كما تنتشر فيها الفنادق الفخمة ويقصدها السواح من كافة أنحاء العالم للتمتع بالمناظر الجميلة والاصطياف في شاطئ البحر الأسود، وممارسة رياضة التزلج فوق قمم الجبال في فصل الشتاء، ويعتبر الاقتصاد الروماني اقتصاد قوي يعتمد إلى حد ما على السياحة والصناعة والزراعة واستخراج الثروات الباطنية.