أدباء وشعراء الأدب الإنجليزي، يعرف أغلب العالم اسم (ويليم شكسبير)، على أنَّه أشهر شاعر إنجليزي، لكن هذا ليس دقيقاً؛ فالكثيرين غيره ساهموا في إغناء الأدب الإنجليزي منهم :
روبرت فروست، وويليم بليك، وصمويل تايلور كوليريدج، وجون دون، وويليام وردزورث، وغيرهم الكثير.
ومُصطلح الشِّعر الإنجليزيّ يُطلقُ على الشعر الذي كُتِبَ في إنجلترا، والصحيح أن أيَّ شعرٍ أو أدب كُتِب باللغة الإنجليزيّة يُطلق عليه مصطلح (الأدب الإنجليزي)، وتاريخ الشِّعر الإنجليزي يمتدُّ من منتصف القرن السابع للميلاد إلى يومنا هذا، مُخلِّداً قصائد كتبها أعظم الشعراء.
كما ساعد انتشار اللغة الإنجليزية في أنحاء العالم بنشر الأدب الإنجليزي بكلِّ ألوانه، وأوَّل قصيدة معروفة بالإنجليزية هي (نشيد عن الخلق)، ويُقال إنَّها ملك الشاعر (Caedmon)، وهو راعي أمِّي.
أهميَّة الأدب الإنجليزي
- يعكس الأدب الإنجليزي حياة وتقاليد المُجتمع هناك، ويوصل تلك الرؤيا للعالم.
- يُغني الفكر بصور جديدة ومتنوِّعة.
- الشِّعر والأدب عموماً يُهذِّبان الوجدان، ويجعلان الشَّخص مرهف الإحساس.
- تتيح دراسة الأدب الإنجليزي الاطلاع على حضارة وتاريخ وثقافة الإنجليز في تلك الفترة.
- معرفة الأدباء والشُّعراء الإنجليز، وتفاصيل حياتهم التي توضِّح بشكلٍ كبير طبيعة الزَّمن الذي وجدوا فيه.
أنواع الأدب الإنجليزي
سعى أشهر شعراء الإنجليز للعمل على تطوير الشِّعر والأدب الإنجليزي في الفترة التي ازدهر فيها الأدب العربي، لكنَّ الشِّعر الإنجليزي لم يصل لمستوى روعة الشِّعر العربي، كما ينقسم الشِّعر الإنجليزي إلى أنواع بحسب طول القصيدة، وهي كالتالي:
- السونات القصيرة (sonnet)، وتتألَّف من 12 بيت شعرٍ وما دون، مثل سونتات ويليام شكسبير.
- القصائد الملحميَّة الطويلة (epic poetry)، ويبلغ عدد أبياتها ألف بيتٍ وأكثر، مثل (in memorium) الخالدة للشاعر ويليم بليك.
أنواع القصائد
- شعر الكلاسيكي classical verse.
- شعر رومانسي romantic Poetry.
- شعر واقعي realistic Poetry.
- شعر رعوي، أو ريفي rural.
أشهر أدباء وشعراء الأدب الإنجليزي
وليم شكسبير (1564م – 1616م):
أحد رواد الأدب في عصر النَّهضة الإنجليزية؛ (شاعر الوطنيّة)، و شاعر (آفون الملحمي)، وله الكثير من الأعمال الخالدة في الأدب الإنجليزي والأدب العالمي، فشكسبير كتب ما يزيد عن 38 مسرحيَّة، و158سونات، إضافةً لقصَّتين شعريَّتين وعِدَّة قصائد، وأعماله تُرجمت لجميع لغات العالم، لذلك يُعد من أهم الأعمدة في المدرسة الكلاسيكيَّة في الأدب العالمي، وتزوَّج بعمر 18 عاماً من (آن هاثاوي)، وأنجبا ثلاثة أبناء.
تولّى شكسبير العديد من المناصب المدنيَّة التي أعطته مكانةً رفيعة في المجتمع، وانطلقت مسيرته في عام 1593م، ومن أعماله المطبوعة قصيدة: (فينوس وأدونيس)، ومن أهمّ أعماله (ماكبث، وهاملت، وهنري الرابع، ويولويس قيصر، والعاصفة، والملك لير، وروميو وجولييت، وحكاية الشتاء، والملك جون).
جون ميلتون (1608م – 1674م):
وُلد ميلتون في لندن، وكان مٌهتَمَّاً بالأدب الإنجليزي، وهو صاحب قصيدة (الفردوس المفقود)، وقد كتبَ مقالاته وقصائده مُنذُ صغره، ويعتبر من الشُّعراء الكلاسيكيّين البارزين في الأدب الإنجليزي إلى جانب شكسبير، وتُعتبر قصيدة (الفردوس المفقود) من الشِّعر الملحمي، كما كتب قصيدةً من 14 بيت حول إصابته بالعمى، وله العديد من الأعمال منها:
(استرداد الفردوس، وعذاب شمشون)، إلى جانب الفردوس المفقود.
ولديه عِدَّة مسرحيّات قصيرة مثل: (أريوباجيتيكاز، وكومس).
دافع ميلتون من خلال أعماله عن حُريَّة الضمير، والحريَّة المدنيَّة؛ مواجهاً أشكال الظُّلم، سواء كان حُكماً مدنيَّاً أو دينيَّاً، كما يُعد كتابه آريوباجيتيكا (Areopagitica)، أحد الحجج المؤثِّرة عن حُريَّة الصحافة، كما عمل مُوظَّفاً مدنيَّاً في حكم (أوليفر كرومويل)، ثُمَّ لمع اسمه وقت التغيير الدِّيني السياسي في إنكلترا؛ بسبب قصيدته الشهيرة (الفردوس المفقود “Paradise Lost”).
أمَّا مسيرته الأدبيَّة فتتألَّف من ثلاث فترات، هي:
- فترة الحروب الأهلية (1642م- 1648م)
- فترة ما بين العرش (1649م- 1653م)
- الفترة المحميَّة، أو فترة التَّرميم (1654م- 1660م).
جون درايدن (1631م – 1700م):
جون درايدن، من أشهر الشُّعراء والأدباء في عصره، فقد كتبَ الشِّعر، إضافةً لإبداعه في المسرح والنّقد والتّرجمة، وهو صاحب قصيدة (الظبية والنِّمر)، والتي دافع بها عن مُعتقداته لكونه كاثوليكيًّاً، وهو من أبرز أعلام المدرسة الكلاسيكيَّة.
جورج غوردون بايرون، والمعروف باللورد بايرون (1788م – 1824م):
وُلد في إنجلترا، وهو من روَّاد المدرسة الرومانسيَّة، وقصائده عكست مُعتقداته وخبرته في الحياة، واتَّسم شعره بالرّقةتارّة، وتارّةً بالعنف، وأغلب قصائده تتّصف بالغرابة.
روبرت براونينغ (1812م – 1889م):
روبرت براونينغ، شاعر وكاتب مسرحيّ إنجليزيّ، ويُعدّ من أشهر شُعراء العصر الفيكتوري، وُلد في لندن، واكتشفت موهبته الشعريّة في وقتٍ مُبكّر من عمره، فكتب أوَّل مجموعة شعريَّة في الخامسة من عمره، ومن أشهر أعماله ديوان (الأجراس والرّومان).
تيد هيوز (1930م – 1998م):
واسمه الأصليّ (إدوارد جيمس هيوز)، وتيد هيوز الاسم الذي عُرِف واشتهر به، واعتبره بعض النقّاد من أعظم شُعراء عصره، فهو كاتبٌ للأطفال، وأحد شُعراء إنجلترا، وقد وهبته جريدة التايمز البريطانيّة المرتبة الرابعة في القائمة التي تضم أعظم خمسين كاتباً في بريطانيا عام 1945م، وهو من روَّاد الشِّعر الحديث، متزوِّج من (سيلفيا بلاث)، وهي شاعرة أمريكيَّة، ونشر أوَّل مُجلَّد شعري في عام 1957م، بعنوان (الصَّقر تحت المطر)، ثُمَّ توقّف عن الكتابة بعدما انتحرت زوجته، لكن بعد ثلاثة أعوام نشر أعمالاً كثيرة، وكتب للأطفال (الرجل الحديدي، وبقايا إلمت)، إضافةً للأعماله النثريَّة والشعريَّة، مثل:
(قصيدة ثعلب الفكر، وبايك، وقطرة الثَّلج، وهوك روستينج، وبدلةً زرقاء من الفلانيل).
أمّا قصائده النثريّة فهي: (بيت الحمل، وثمن العروس، والجرح، وبين الحمير، والرَّجل الحديدي).
جون كيتس (1795م – 1821م):
يُعد أحد أهمِّ الأعمدة في المدرسة الرومانسيّة، والتي هيمنت في بداية القرن التاسع عشر، وقد هاجم أعماله الكثير من النُقَّاد، لكنَّ تأثير أعماله برز بعد وفاته.
وقد تأثَّر بكيتس الكثير من الشُّعراء مثل (ألفرد تينيسون)، وفي عمر 15 عاماً، بدأ يتدرَّب في المجال الطبِّي مع جراحٍ صيدلي، وفي عام 1816م، أصبح صيدلانيَّاً يحمل تصريحاً بمزاولة المهنة، لكنَّه لم يُمارسها أبداً.
نشر في عام 1817م، كتاباً شعريَّاً بعنوان قصائد لـ(جون كيتس)، وفي ذات العام نشر المُجلَّد الثاني لأعماله.
وكان لـ(لي هانت) الفضل بنشر أعمال كيتس، حيث قدَّمه للعديد من الشُّعراء، ومن أهمِّ أعماله: (بريسي بيش شيلي، وويليام وردزووث)، وأهم قصائده: (قصيدة على جرَّة إغريقية، وإنديميون، ونشيد العندليب، وهيبريون).
أما الرَّسائل فهي: (رسالة إلى شارلز كاودين كلارك، ورسالة إلى جورج تومس كيتس، ورسالة إلى بنيامين روبرت هايدون).
توماس ويات (1503م – 1542م):
كان شاعراً وسَفيراً لدى الملك هنري الثّامن، ودخل (ويات) خدمة الملك عام 1516م، ودرس في جامعة كامبريدج، وكان له الفضل بدخول السونات للشِّعر الإنجليزي إلى جانب هنري هوارد في عصر النَّهضة.
بيرسي بيش شيلي (1792م – 1822م):
من أهم شُعراء المدرسة الرومانسيّة، كما أنَّه من أفضل الشُّعراء الغنائيّين في الأدب الإنجليزي، واشتُهر بقصائده القصيرة: (أغنيةً للرِّيح الغربيَّة، وإلى قبره، وأوزيماندياس).
واعتُبِر شيلي أيقونةً لجيلين من الشُّعراء جاءوا بعده، حيث تأثّر شُعراء العصر الفيكتوري به مثل: (ويليام بتلر بيتس، وهنري ثورو) وغيرهما.
ألفريد تنيسون (1809م – 1892م):
أحد أبرز شُعراء عصره، وكان شاعراً للبلاط، ومن أشهر أعماله: (ديوان الأميرة، وقصيدة الذِّكرى)، وتميَّز بالشِّعر الغنائي، ويُعد من شُعراء العصر الفيكتوري.
تشارلز ديكنز:
ولد ديكنز عام 1812م، وهو روائيٌّ وشاعرٌ ورسّام، ومُعلّقٌ اجتماعي، ومُحرِّر، وكان سبباً لإحداث التغيير من خلال ما قدَّمه من أعمالٍ أدبيَّة تصوِّر الطبقة الدُّنيا في العصر الفكتوري، وبدأ مسيرته الأدبيَّة والفنيَّة بتقديم الرُّسومات للمجلات والصُّحف تحت اسمٍ مُستعار (بوز).
من أهم أعمال ديكنز: (أوراق بيكويك؛ ومذكَّرات ما بعد الوفاة لنادي بيكويك،و دومبي وابنه، وصديقنا المشترك) وغيرهم الكثير.
شارلوت برونتي ( 1816م – 1846 ):
شاعرة وأديبة ولدت في إنجلترا، ونشأت وسط عائلةٍ متشدِّدة؛ كون والدها رجل دين، وفي عام 1847 نشرت رواية (جين آير)، التي أصبحت إحدى كلاسيكيَّات الأدب الشَّهيرة، ومن أهمِّ أعمالها: (شارلوت وإميلي وآن)، وهذا الكتاب أصدرته على نفقتها الخاصّة، وهو عملٌ مُشترك كتبته مع أشقائها، أمَّا (حكايات سُكَّان الجزيرة)، فهي مجموعةٌ قصصيَّة كتبتها برونتي مع شقيقتيها من وحي الخيال، حيث تتناولن بها مواضيع عن ممالك ليست واقعيَّة.
توماس ويات:
ولد عام 1503م، والتحق بكليَّة سانت جون في جامعة كامبريدج عام 1516م، ثُمَّ تزوَّج في عمر الـ 17 عاماً، إلا أنَّ زواجه لم يستمر طويلاً؛ لانفصاله بعد سنتين من زواجه، وقد حصل على لقب فارس في عام 1535م، وعُيِّن سفيراً للإمبراطور تشارلز في عام 1540، حتَّى اتُّهم بالخيانة لشخص الملك عام 1541م، وسجن، ثُمَّ صدر عفوٌ ملكيٌّ بحقّه، لكنَّه توفِّي بعد فترةٍ قصيرة بسبب الحُمَّى عام 1542م، وله الكثير من المؤلَّفات؛ لكنَّها لم تُنشر إلا بعد وفاته بـ 15 عاماً، وهو أوَّل من أدخل الأغنية القصيرة إلى اللغة الإنجليزية، وبقيت أعماله ضمن مخطوطات، وأشهر ما نُشِر له: (يهرب مني، وما النفي، وبيردي، واللوم ليس من عودتي)، كما كتب بالهجاء، وكان له عددٌ من مزامير التَّوبة.