ما هو علم النفس
علم النفس، أو ما يُسمَّى السيكولوجيا؛ هو العلم القائم على دراسة الإدراك والسّلوك، وكُل ما يُستنبط منهم، ويرتكز في دراسته على الإنسان، ويُمكن أيضاً استخدام علم النفس لدراسة الحيوانات.
ويشير علم النفس إلى تطبيق المعارف،.
والمعارف هي المعرفة، أي معرفة الوعي وفهم الحقائق باستخدام العقل المُجرَّد في مُعظم المجالات المُختلفة من النَّشاط الإنساني، ومشاكل الفرد في حياته اليوميَّة، وعلاج الأمراض العقلية.
ويطلق مُصطلح علم النَّفس على الدِّراسات العلميَّة لفهم سلوك جميع الكائنات الحيّة، وخصوصاً الإنسان، بهدف التنبؤ به وفهم جميع سلوكيَّاته والتحكُّم به.
اختلف العُلماء في تفسير هذا العلم، بحيث أنَّ لكُلِّ عالمٍ نظرته الخاصَّة:
قال علماء الإغريق عنه بأنَّه دراسةٌ للحياة العقليّة.
قال علماء السلوكيُّون عنه بأنَّه عِلمٌ مُختصّ لدراسة سلوك الإنسان.
قال عُلماء التّحليل النَّفسي بأنَّه عِلمٌ مُختص بالحياة العقليّة الشعوريّة، والعقليّة اللاشعوريَّة.
وأفضل ما جاء في تعريف علم النفس، هو العلم الّذي يجمع بين العقل والسّلوك، والشّعور واللاشعور، وعدم الفصل بينهما، لأنَّهما عبارة عن سلسلة مُترابطة في بعضها البعض.
العلاقة بين علم النفس ولُغة الجسد
إنَّ العلم النفس هو عِلمٌ يقوم على دراسة سلوكيّات الإنسان، والتدقيق بها جيِّداً، ودراسة الآليات التي يَستخدمها الفرد في التّعبير عن سلوكه، وتُعتبر لُغة الجسد من أهم الأدوات والوسائل التي يعتمد عليها علم النّفس لاكتشاف حقيقة السّلوك.
أمَّا لُغة الجسد من أهم الوسائل القادرة على اكتشاف ما يتم إِخفاؤه في الباطن من دوافع عصبيّة ونفسيّة، والتي يشعر بها الإنسان ولا يُظهرُها للعلن.
كما تُعد لُغة الجسد أداةٌ مُهمّة لكشف بعض الاضطرابات والأمراض النفسيّة الّتي يُعاني منها بعض الأفراد، وتُستخدم أيضاً عند بعض الأطباء النفسيّين، من خلال معرفة سلوك الفرد والمُساعدة في العلاجِ ما أمّكن.
على ماذا يعتمد علم النفس في لُغة الجسد
يقوم علم النفس بالتركيز على حركاتٍ وتصرُّفات لا يَقصد الإنسان فعلها؛ وهي تصرُّفات لا إراديَّة، إضافةً للإيماءات، مثل تَعبِير الوجه وحركة اليدين وغيرها من التصرُّفات التي تُعتبر إشارة إلى ما يُخفيه المُخاطب.
وتتفاوت لُغة الجسد من حيث الغاية من الكلام، حيثُ تكون لا إراديَّة لدى الأشخاص الذين يفرضون الأوامر والتعليمات، أو إِيصَال بعض الكلام، مثل مُعلِّمٍ يُدرِّس التلاميذ، حيث أنَّه يقوم بحركات لا شعوريَّة في جسده لإيصال المعلومات لطُلابه.
تعريف لُغة الجسد
لغةُ الجسد عبارة عن حركات يقوم بها الأفراد مُستخدمين تَعَابير الوجه، وأيديهم وأقدامهم، أو نَبرَة الصّوت وتحريك الكَتف، أو الرَّأس؛ لِيَستوعب المُخاطَب بشكلٍ أفضل المعلومات المُراد إيصالها له، وهناك بعض الأشخاص الذين يأخذون حذرهم، وأولئك الذين يتمكنون من عدم إظهار ما يُخفون من ملامح الوجه، وأولئك الّذين لا يُريدون الإفصاح عمّا بداخلهم (المُتحفظون)، ولكن يُمكن أيضاً معرفة انطباعاتهم من خلال وسائلَ أُخرى.
بماذا تُستخدم لُغة الجسد
إنّ هذا العلم يُمكِّنُك من معرفة الشخصيّة الحقيقيّة للإنسان، وما يُخفيه في باطنه من خلال لُغة جسده، لتستطيع التعامل مع نوعه وكيفيّة التّصرف معه.
ويتم استخدام هذه العلوم في البحث الجنائي والجرائم، وعند الاشتباه بشخصٍ ما والتّحقيق معهُ، حيث يقوم المُحقِّق بمُراقبة حركات جسدهِ ويَديهِ، وحتّى عيّنيه؛ ليعرف إذا كان يَكذِب أو يقوم بالمراوغة، وأيضاً تعتمد الشركات الكُبرى على هذا العلم في اختيار الموظّفين، حتّى تكتشف طبيعتهم الخفيّة، وهناك عِدّة عوامل يقوم عليها هذا العلم، وصفاتٍ يُحدِّدها من خلال بعض حركات الوجه والجسد.
حركات الوجه الّتي يتم دراستها
لُغة الجسد تعتمد على حركات الوجه والجسم، والآن سوف نتكلَّم عن حركات الوجه:
العين: العيون تكون البداية دائماً لِمَا تُخفيه من أسرار، حيثُ أنَّها مِرآةٌ تعكس ما في الأعماق، فعند اتِّساع حدَقة العين فهذا يعني أنَّ الشّخص يَشعُر بالسّعادة والفرح، أو سمعَ خبراً جعلهُ سعيداً، وإذا كانت ضيّقة فهذا يدُل على الحزن.
وعندما يتم التحديق كثيراً فهذا يدُل على الاستغراب وعدم استيعاب الأمور جيِّداً، وإذا أتّجه نظرُ الشّخص إلى جهة يَمِينه وهو يتكلَّم معك، فهذا دليلٌ على صدق كلامه، وإذا أتَّجه نظرهُ إلى جهة يساره فهذا يعني بأنَّه يكذب، أمَّا إذا تجنَّب النّظر في عيون النَّاس عند التحدُّث، أو أثناء إِلقاء السّلام، فهذا يعني أنّ الشّخص لديه ضَعفٌ في الشخصيّة، وعدم الثّقة بالنَّفس، وكما يُشير أيضاً إلى الخجل أو التهرُّب من الحوار.
الحاجبين: عندما يُفاجئ الإنسان بشكلٍ غير إرادي يرفع حاجبيهِ، فالحاجب المُرتفع يدُل على الاستغراب، وإذا تمَّ تقريب الحاجبين من بعضهما، فهذا يدُل على الغضب، أمَّا إذا رُفعَ أحد الحاجبين، يدُل على عدم تَصديق الكلام الّذي سمعه.
الأنف: عندما تتّسع فتحات الأنف، فهذا يدُل على اِستياء الشّخص والانزعاج، وإذا أُصبح هُناك انكِماشٌ في الفُتحات، فهذا يعني عدم قبول الشّخص ورضاه على موقفٍ مُعيّن، أو كلامٍ سمعهُ، وعندما تقوم بنقاش أحد الأشخاص ويحكَّ أنفهُ أو أذنه، فهذا يدُل على عدم استيعاب ما تقول، وأنَّه لم يفهم من كلامكَ شيء، وإذا كان هو المُتحدِّث، فهذا دليلٌ بأنه يكذب.
ابتلاع الرّيق: إنّ الذّكور يفعلونَ هذه الحركة أكثر من الإناث، وهي بسبب التوتُّر العاطفي، أو التوتُّر في موقفٍ ما.
حركات الجسد وتفسيرها
كُل من يهتم بعلم النفس؛ لا بُدَّ أن يتطرَّق بشكلٍ بَديهي إلى معرفة لُغة الجسد، والحركات المُستخدمة، خاصةً الذين يختصُّون بدراسة الإنسان وسلوكيّاته، فهي علوم لا تقل أهميّةً عن معرفة النفس، وهُما عبارة عن وجهانِ لعُملةٍ واحدة.
وكُلُّ علم يأتِ مُكمِّلاً للعلم الآخر، ومرتبطين ببعضهما البعض، فليس من المعقول أن أتعلَّم كُل ما يَخُصّ الإنسان منذُ ولادته، وما يمُر بهِ من مشاعر، ولا أتعلَّم لُغة الجسد، وما يُخفيه من أفعالٍ ومشاعر، والتي تدُل على ما هو غير ظاهر، من خلال بعض الحركات والتصرُّفات التي يقوم بها الفرد من دونِ قَصد، ومن هذه الحركات التي يقوم بها من خلال جسده:
وضعيَّة الجلوس: عندما يَجلس الشّخص بشكلٍ مُستقيم، فهذا يدُل على الشخصيّة القويّة، والواثقة من نفسها، والتّركيز العالي، أمَّا الجُلُوس بانحناء، يدُل على المَلَل من الحديث، واللامُبالاة.
أصابع اليد: عندما يستخدم المُتحدِّث أصابع يَديهِ في التّعبير عن كلامه، فهذا يدُل على العصبيّة الكبيرة، وعندما يقوم المُستمع بفرك أصابعهِ ببعضها، فهذا يدُل على القلق وعدم الارتياح، فيلجأ إلى ما يُسمَّى بعلم النَّفس (لمسُ الذّات)، لِيشعُر بالارتياح.
حركات اليد: عندما يقوم الشخص بوضع يَديهِ على عُنقه، فهذا يدُل على أنَّه بدأ يقتنع من كلامك، والتخلِّي عن اعتقاده، وعندما يضع يديه داخل جَيبه، ويقوم بتحريك رأسه، فهذا يعني بأنَّه فهِم ما تقول، وشعوره بالملل، ويُريد إنهاء الحوار بسرعة.
المسافة: عندما يقوم الشّخص أثناءَ توجيه الحديثِ إليه بالابتعاد خطوةً عنك، فهذا يعني أنّ علاقتهُ معكَ ستكون بشكلٍ رسمي، وعدم تقرُّبه مِنك.
أهميّة دراسة لُغة الجسد
إنّ أهميّة هذا العِلم يكون، بِاعتباره مُساعداً فقط، أي أنَّه لا يُعتمد عليه بشكلٍ أساسي، ولا يُمكن الأخذ بهِ كَنتائج نهائيّة للبحث، بل أنَّه يأتِ تَكمِلةً لمعرفة واكتِشاف ما يُخبّئهُ الأشخاص خلفَ شخصيّاتهم، وبعض هذه الفوائد:
يُساعد الإنسان على اكتِشاف طبيعة الأشخاص المخفيّة، فجميع النّاس لا تُظهِر حقيقتها ودوافعُها وكُلَّ صِفاتها للعلن.
يُساعد في بعض الأحيان على حماية الشّخص نفسه من الوقوع كضحيّة بفي أيدي بعض الأشخاص، وذلك باكتِشاف نواياهُم.
يكون كإضافَةً جيِّدة ومُساعدة في اكتِشاف المُجرمين، ومعرفة الكاذب من الصّادق.