خطبة عيد الفطر المبارك لعام 2024
المستقبل للإسلام
خطبة عيد الفطر المبارك، الحمد لله كثيراً، والله أكبر كبيراً وسبحان الله بكرة وأصيلاً. الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، وأشهد أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له تعظيمًا لشأنه، وأشهد أنّ سيّدنا ونبيّنا محمّدًا عبده ورسوله الدّاعي إلى رضوانه، اللهمّ صلّ وسلّم وبارك عليه، وعلى آله وأصحابِه وإخوانه.
أمّا بعد: فيا أيّها المسلمون، أوصيكم ونفسي بتقوى الله جلّ وعلا فمن اتقاه حفظه في دنياه وأخراه. ـ
أما بعد: فاتقوا الله تعالى؛ فإن تقواه عماد الخير، وسبب السعادة.
الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله والله أكبر، الله أكبر ولله الحمد.
الله أكبر؛ كم من عين لله تعالى باكية! وكم من جبهة له ساجدة! وكم من ألسن بذكره لاهجة؟!
الله أكبر؛ صام له الصائمون، وقام القائمون، واستغفر المتسحرون، وأنفق الموسرون، وانقطع المعتكفون، وترنم بآياته القارئون.. واليوم خرجوا للمصلى يكبرون، ولشعائر العيد يعظمون، لا يرجون شيئا من الدنيا.. وإنما يرجون قبول الله تعالى لهم وعفوه ومغفرته ورحمته ورضوانه وجنته؛ فالله أكبر على ما هداهم، والله أكبر على ما حباهم، والله أكبر على ما وفقهم وحُرِم غيرُهم .
الله أكبر؛ عرفه المؤمنون فأحبوه وعظموه وعبدوه، وجهله المستكبرون فكرهوا شريعته، وصدوا عن دينه، وحاربوا أولياءه.
الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله والله أكبر، الله أكبر ولله الحمد.
أيها المسلمون: صمتم شهركم، وأرضيتم ربكم، وحضرتم عيدكم، فأبشروا بجوائز الله تعالى لكم، وابقوا بعد رمضان على عهدكم؛ فإن الله تعالى يعبد في كل زمان ومكان وحال.
ويا من ضيعتم رمضان في اللهو والغفلة، والنوم والبطالة، وحضور مجالس الزور ومشاهدته: توبوا إلى الله تعالى ما دمتم في زمن الإمهال؛ فإن الدنيا دار مغرة، وإن الموت يأتي العبد بغتة ﴿ وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ * أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ ﴾ [الزمر: 55-56].
الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله والله أكبر، الله أكبر ولله الحمد.
أيها المسلمون: صمتم في حَرٍّ شديد، ونهار طويل، وريح سموم، وشمس حارقة غلت منها الرؤوس، ووجدتم عطشًا أيبس الأكباد، وجفف الشفاه، وكان أثر الصوم باديًا على الوجوه.
واليوم تحضرون عيدكم بعد تمام صومكم، واكتمال نعمة الله تعالى عليكم؛ فخذوا العظة من حَرِّ رمضان لحر يوم القيامة، ومن شدة شمسه لدنو الشمس في الموقف العظيم، ومن ظمأ نهاره لظمأ ذلك اليوم الطويل، حين يسيل عرق الناس بحسب أعمالهم، ولا ظل إلا لمن أظله الله في ظله، ولا ماء إلا في الحوض المورود، حين يرِدُه أناس ويحجب عنه آخرون، فيشرب منه الواردون شربة لا ظمأ لهم بعدها، نسأل الله تعالى أن يجعلنا ووالدينا وأهلينا وأحبابنا ممن يستظلون بظل الرحمن، وممن يرِدُون الحوض، وينالون الشفاعة، ويدخلون الجنة.
اعلموا أنه لا نجاة من ذلك الكرب العظيم الذي ينتظركم إلا بالإيمان والعمل الصالح، فاعملوا صالحًا بعد رمضان كما عملتموه في رمضان، وصوموا عن المحرمات كما صمتم رمضان؛ فإن العقبى جناتٌ وأنهار.
الله أكبر الله أكبر؛ لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
خطبة عيد الفطر المبارك، أيها المسلمون: خلَق الله -تعالى- الإنسان ولم يكن شيئًا مذكورًا، فلما جعله ربه -سبحانه- شيئًا مذكورًا تكبرت نفسه، وطغى قلبه، فعصى ربه -سبحانه-، وأفسد في أرضه، وظلم خلقه، ونازع الله -تعالى- في خصائصه، فأملى الله تعالى له، فلما أخذه لم يفلته، فأذاقه الذل بعد العز، والموت أو الحبس بعد الملك. ورأينا ذلك فيمن نُزعوا من عروشهم في العامين السالفين.
وهذا يحتم على الإنسان عدم الاغترار بالدنيا مهما تزينت له، ودوام التعلق بالله -تعالى-؛ فإنه لا أمن إلا أمنه، ولا ضمان إلا ضمانه، ولا عز إلا عزه، فمن التجأ إليه التجأ إلى عظيم، ومن احتمى به احتمى بقدير، ومن آوى إليه آوى إلى ركن شديد.
إن التعلق بالله -تعالى- هو بلسم القلوب، وعز النفوس، وهو سبب النصر، ومعقد العز، وبوابة التمكين في الأرض.
المستقبل للإسلام فتعلقوا بالله تعالى
اجتمعت أمم الكفر من سالف التاريخ إلى حاضره على الرسل وأتباعهم، فكان تعلق الرسل وأتباعهم بالله -تعالى- أمضى سلاح كسر أعداءهم.
تأملوا في سيرة نوح -عليه السلام- وهو وحيد طريد، ما آمن معه إلا قليل، فوقف في وجوه الملأ من قومه، وأمرهم بالاجتماع عليه، والانتقام منه، في صورة من التحدي والإعجاز تدعو للإكبار والإعجاب: { وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُمْ مَقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآَيَاتِ اللهِ فَعَلَى اللهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلَا تُنْظِرُونِ} [يونس:71].
ما سلاحه في تحدي قومه؟! ولماذا لم ينتقموا منه؟! كان سلاحه: { فَعَلَى الله تَوَكَّلْتُ}، فحماه الله تعالى منهم، فلم يقابلوا تحديه بفعل ولا بقول، وهم أقوى وأكثر، ولا رادع لهم عن الانتقام لأنفسهم، والثأر لكرامتهم. ويؤمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بأن يتلو علينا نبأ نوح؛ لنتعلم من سيرته التعلق بالله -تعالى- دون سواه.
ووقف هود -عليه السلام- أمام قومه، داعيًا إلى ربه، صادعًا بدعوته، مسفهًا آلهة قومه، يتحداهم وحده وهم جماعة، وليسوا أي جماعة، إنهم قوم عاد أهل القوة والبطش والجبروت: { قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ * مِنْ دُونِهِ فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لَا تُنْظِرُونِ} [هود:55].
إنه يطلب كيدهم، ويدعوهم إلى الاجتماع عليه، وما معه سلاح إلا تعلقه بالله -تعالى- حين قال: { إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى الله رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آَخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [هود:56].
وأُلقي الخليل -عليه السلام- في النار وليس في قلبه إلا الله -تعالى-، وكان يردد: “حسبي الله”، أي: الله كافيني.
يا لها من لحظات تعلق بالله -تعالى- شغلته عن رجاء قومه أو استعطافهم أو استمهالهم! فليس في قلبه إلا الله -تعالى-، وقد روى أهل التفسير أن جبريل -عليه السلام- جاءه وهو يهوي في النار فقال: “يا إبراهيم: ألك حاجة؟! فقال: أما إليك فلا”.
وطورد موسى -عليه السلام- ومن معه من الأقلية المؤمنة حتى استقبلوا البحر، والعدو خلفهم، فعظم الكرب على أتباع موسى، وعلموا أنهم حوصروا، وفي قبضة فرعون وقعوا، فقالوا: { إِنَّا لَمُدْرَكُونَ} [ الشعراء:61]؛ لكن موسى -عليه السلام- كان في شغل آخر، كان شغله التعلق بالله -تعالى-: { قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ} [الشعراء:62].
وأيام اشتداد الأذى عليه وعلى بني إسرائيل كان يعلق قلوبهم بالله -تعالى- فيقول لهم: { اسْتَعِينُوا بِاللهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الأَرْضَ للهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} [الأعراف:128].
ويونس حين اجتمعت عليه ظلمة الليل وظلمة البحر وظلمة بطن الحوت ما تعلق إلا بالله -تعالى-: { فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ} [الأنبياء:87] .
ويعقوب حين فقد يوسف لم يتعلق في طلبه بغير الله -تعالى-: { قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى الله وَأَعْلَمُ مِنَ الله مَا لَا تَعْلَمُونَ} [يوسف:86].
ونبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- حين طوق المشركون الغار، وقال أبو بكر -رضي الله عنه-: لو أَنَّ أَحَدَهُمْ نَظَرَ تَحْتَ قَدَمَيْهِ لأَبْصَرَنَا، قال -عليه الصلاة والسلام-: “ما ظَنُّكَ يا أَبَا بَكْرٍ بِاثْنَيْنِ الله ثَالِثُهُمَا!!”.
خطبة عيد الفطر المبارك، وفي اليرموك كتب أبو عبيدة إلى عمر -رضي الله عنهما- يستنصره على الكفار، ويخبره أنه قد نزل بهم جموع لا طاقة لهم بها، فلما وصل كتابه بكى الناس، وكان من أشدهم عبد الرحمن بن عوف، وأشار على عمر أن يخرج بالناس، فرأى عمر أن ذلك لا يمكن، وكتب إلى أبي عبيدة : “مهما ينزل بامرئ مسلم من شدة فينزلها بالله يجعل الله له فرجًا ومخرجًا، فإذا جاءك كتابي هذا فاستعن بالله وقاتلهم”.
علمهم الفاروق -رضي الله عنه- التعلق بالله -تعالى-، لا التعلق بعمر ولا بجيشه، فنصرهم الله تعالى نصرًا عزيزًا.
الله أكبر الله أكبر؛ لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
أيها الصائمون القائمون: “من تَعَلَّقَ شَيْئًا وُكِلَ إليه”، تلكم قاعدة نبوية نطق بها من لا ينطق عن الهوى -صلى الله عليه وسلم-، ورأيناها واقعًا فيما مر بنا من أحداث عظام؛ فأمة العرب ركنت في قضاياها المصيرية إلى المنظمات الدولية، وركنت في حمايتها إلى الدول العظمى، وتعلقت بها أكثر من تعلقها بالله -تعالى-، فما زادتها إلا ذلاًّ وظلمًا وقهرًا ورهقًا، فضاعت فلسطين في أروقة الظالمين، وسلمت العراق للصفويين، والآن يذبح الباطنية إخواننا السوريين، ويبيد البوذيون إخواننا البورميين، وأمة العرب -ومِنْ ورائها المسلمون- لم يستطيعوا فعل شيء؛ لأن تعلقهم بغير الله -تعالى- كان أكثر من تعلقهم به -سبحانه-.
ضربت عليهم الذلة رغم كثرتهم، وأهينوا بالفقر رغم ثرواتهم، وأصيبوا بالتفرق مع أنهم في الأصل أمة واحدة.
تعدَّدت الأسباب، واختلفت الرؤى؛ لكنَّ السببَ الجامعَ لكُلِّ أسبابِ مصائبِ الأمةِ ومذابحها وهوانها على أعدائها هو التعلقُ بغير الله -تعالى-، فوُكِلُوا إلى مَن تعلَّقوا به مِن البشر، فخذلوهم، وظلموهم، وغدَروا بهم.
والعروش التي تساقطت كان أربابها متعلقين بالخَلق من دون الله -تعالى-، فما أغنوا عنهم نقيرًا ولا قطميرًا، ولم يحموهم من الذل والأسر والقتل، ولم يمنعوا عروشهم من السقوط.
إي وربنا! لم ينفعهم تعلقهم بعسكرهم وقواتهم وأعوانهم، كما لم ينفعهم تعلقهم بالقوى المستكبرة، وخضوعهم لها لما أراد الله -تعالى- زوالهم.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى-: “وكُلُّ مَن علّق قلبه بالمخلوقات أن ينصروه، أو يرزقوه، أو أن يهدوه؛ خضع قلبُه لهم، وصار فيه من العبودية لهم بقدر ذلك، وإن كان في الظاهر أميرًا لهم، مُدَبِّرًا لهم، متصرفًا بهم، فالعاقل ينظر إلى الحقائق لا إلى الظواهر”.
وقال ابن القيم -رحمه الله تعالى-: “أعظم الناس خذلانًا مَن تعلّق بغير الله، فإن ما فاته من مصالحه وسعادته وفلاحه أعظم مما حصل له ممن تعلق به، وهو مُعرَّضٌ للزوال والفوات”.
الله أكبر الله أكبر؛ لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.
وفي بلاد الشام اجتمع على أهل السنة فيها دولة بجندها وجيشها وعتادها، يقودها النصيرية لذبحهم، وأمدَّهم باطنية لبنان والعراق وإيران بالجند والسلاح، ومن خلفهم ملاحدة الصين وروسيا، وترك العالم السوريين يواجهون هذا كله وحدهم، فلما رأوا خذلان الناس لهم؛ تعلقت قلوبهم بالله وحده، وظهر ذلك جليًّا في هتافاتهم وشعاراتهم، فأمدهم الله -تعالى- بقوته، وثبّت قلوبهم بقدرته، وأدال لهم على أعدائهم، وأمال الكفة لهم، وصاروا يثخنون في العدو، ويقتربون من النصر، وتلك آية بينة رأيناها بأنفسنا تدل على أن التعلق بالخلق يورث الذل والخذلان والهزيمة، وأن التعلق بالله تعالى يكسب العز والنصر والقوة.
فعلِّقوا بالله العظيم قلوبكم، وأخلوها من الخلق مهما كانوا، علقوا به -سبحانه- قلوبكم في هذا الزمن العصيب الذي تتخطفنا فيه الفتن، وتحيط بنا المحن، ويتكالب علينا الأعداء.
علِّقوا بالله -تعالى- قلوبكم في رد أعدائكم، وعلقوا به قلوبكم في حفظ أوطانكم، وعلقوا به قلوبكم في أمنكم واستقراركم، وعلقوا به قلوبكم في أرزاقكم، وعلقوا به قلوبكم فيما تؤملون في مستقبلكم وما تخافون.
ولا تتعلقوا بمخلوق مهما علت منزلته، وبلغت قوته، وظهرت عزته، فإن القوة لله جميعًا، وإن العزة لله جميعًا: { أَلَا لَهُ الخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللهُ رَبُّ العَالَمِينَ} [ الأعراف:54]، { إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى الله فَلْيَتَوَكَّلِ المُؤْمِنُونَ} [آل عمران:160] .
الله أكبر الله أكبر؛ لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد
الإسلام أعظم نعمة أجلَّها
أيها المسلمون، إن أعظمَ نعمةٍ وأجلَّها نعمةُ الإسلام، فهو منهجٌ متكامل، تمسّكَ به سلفُ هذه الأمة، وحكَّموه في شؤونهم ، آثروه على كلّ شيء، فحقّق الله لهم قيادةَ الأمم، فسلكوا فيها بالبشرية الصراطَ المستقيم، وقادوهم إلى مجامع الخير في أمور المعاش والمعاد بما لم يشهد له التأريخ مثيلاً، ولم يعرف له العالم نظيراً،. ذلكم أنَّ الإسلام حقَّق للإنسانية كلِّها الأمنَ والرخاء والصلاحَ والتقدّم والرقي، فهل نعي أنه لا صلاح للأمة اليوم إلا بما صلح به أوَّلها؟!
الله أكبر الله أكبر؛ لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد
من هم أعداء الإسلام ؟؟
أمة الإسلام، أعداء الإسلام بالأمس هم أعداؤه باليوم، وعداوتهم قديمة , وقد حذرنا الله منهم فقال : { وَدُّواْ لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُواْ فَتَكُونُونَ سَوَاء } [النساء:89].وقال : { وَلاَ يَزَالُونَ يُقَـاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ} [البقرة:217]، هم الذين لا يرضيهم سوى إذلالُنا وفرضُ التبعية علينا لهم، { وَلَن تَرْضَىا عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَـارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ} [البقرة:120} .
هم الذين لا يدَعون أذًى لنا قولياً أو فعليا إلا أتوه، { إِن يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُواْ لَكُمْ أَعْدَاء وَيَبْسُطُواْ إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوء} [الممتحنة:2].
إنهم يحاربون هذا الدين، ويحاربون قيمه وفضائله تحت مظلة مكافحة الإرهاب أحياناً، وتحت مظلة حقوق الإنسان أحيانا، وكذبوا والله، ما قصدهم إلا الشر والبلاء، فالإسلام بريء من الإرهاب والظلم والجور .
ولكن، أعداءُ الملة ما فتئوا يبثّون أصنافاً من الهجمات الشّرسة، وبثّ ما لا يُحصى من الدسائس والمؤامرات القذرة ضدّ ديننا ونبينا عليه أفضل الصلاة والسلام، هجماتٌ تحمل تشويهَ صورة الإسلام، وطمسَ حقائقه الخيِّرة وقيمه النيِّرة ومبادئه العادلة ومقاصده السامية.
وإن الواجب على المسلمين الحذرُ من تلك الأبواق الناعقة، والتصدي لها، فالإسلام دين السلام بشتى صوره وبجميع معانيه، قال الله تعالى: { يا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السّلْمِ كَافَّةً} [البقرة:208].
المستقبل للإسلام
لأنه دينٌ يربي على الوسطية في كل شيء، وسطية العقيدة والتعبد، والتعامل والمنهج، قال الله تعالى: { وَكَذالِكَ جَعَلْنَـاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا} [البقرة:143].
دينٌ حارب الغلو والتشدد، ونهى عن التقعّر والتنطّع، قال: عليه الصلاة والسلام : (( إياكم والغلو في الدين فإنما هلك من كان قبلكم بالغلو في الدين)) صححه الألباني في الصحيحة .
وقال ((بشروا ولا تنفروا )) .
ولا يعني ذلك ترك التمسك بشرع الله بدعوا ترك الغلو فان ما وافق سنة النبي صلى الله عليه وسلم فليس غلوا قال تعالى: { وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ} .
أيها الناس والمتأمل في حال الأمة اليوم، وما وصلت إليه من القهر والذل، بات مضطرباً ولسان حاله يقول: هل يمكن أن تقوم للمسلمين قائمة، ويرجعوا إلى عزهم ومكانتهم وقيادتهم للبشرية؟ بعد أن تكالب عليهم أعداؤهم؟ وهل سيأتي نصر الله عز وجل بعد كل هذا؟.
أسئلة مريرة ؟؟ ؛؛ ولكني أقول لكم : أيها المسلمون، لا تيئسوا ولا يغركم ظهور اليهود والنصارى على الدنيا بأسرها في هذه الفترة، فإن الله جل وعلا يقول: { لاَ يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُواْ فِي الْبِلادِ مَتَـاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ} [آل عمران 196، 197].
فإن الكفر والباطل وإن تسلط فإن تسلطه محدود بقَدَر من الله، لأن الله جعل لكل شيء نهاية.
ولنا في قصص من مضى من القرون عبرة وعضة ولو أجرينا مقارنة بين الكفر والإسلام، لوجدنا أن دين الله قديماً وحديثاً هو الغالب، وهو المسيطر مدةٌ أطول من سيطرة الكفار فهذه الأمة المحمدية بقيت حاكمة منذ بعثة نبيها إلى زمن سقوط الخلافة العثمانية أكثر من ثلاثة عشر قرناً من الزمان وهي أمة ظافرة منتصرة.
ملكنـا هـذه الدنـيـا قـرونــا *** وأخضعها جدودٌ خالدونــا
وسـطَّرنا صحائـف من ضيـاء *** فما نسي الزمان ولا نسينـا
وما فتـئ الزمـان يـدور حتى مضى *** بالمجد قوم آخـرون
وأصبح لا يُرى في الركب قومي *** وقـد عاشـوا أئمته سنينا
الله أكبر الله أكبر؛ لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد
المستقبل للإسلام
أيها المسلمون ربما يقتل أناس من هذه الأمة، وربما تباد جماعات ومجتمعات، وربما تسقط دول وتذهب أسماء وشعارات، لكن الإسلام باق، والذي يريد أن يواجه الإسلام، فعليه ان يتذكر أنه يواجه دين الله الذي اختاره لعباده والله متم نوره ولو كره الكافرون، { هُوَ الَّذِى أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدّينِ كُلّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} [الصف:9].
أتُطفِـئ نـورَ الله نفخـةُ كـافـر تعالى الذي في الكبرياء تفـردَّا ، ومن خاصم الرحمن خابت جهوده وضاعت مساعيه وأتعابه سُدى .
هذا الدين هو سر بقاء هذه الأمة ووجودِها، فكم دُفن من كافر محارب لله ورسوله؟ فرعون مضى، النمرود مضى، أبرهة مضى، أبو جهل مضى، هولاكو مضى، جنكيز خان مضى، وقروناً بين ذلك كثيراً، حتى رؤساء الكفر والضلال في هذا الزمان سوف يأتي يوم ويدفنهم أصحابهم، فصبر جميل ، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
المستقبل للإسلام
ونقول اليوم للغرب لست أول من حارب الإسلام، بل حاربه قبلك الكثير، لكن ماذا كانت النتيجة؟ أهلك الله كل من وقف في طريق الإسلام، وأبقى الله الإسلام شامخاً، وسيبقى بموعود الله ورسوله، وها هو الإسلام الآن بدأ يتململ في أوربا وأمريكا… تدبروا معي هذه المقولات الغربية، أوردت مجلة التايم الأمريكية الخبر التالي: “وستشرق شمس الإسلام من جديد، ولكنها في هذه المرة لا تشرق من المشرق كالعادة، وإنما ستشرق في هذه المرة من الغرب”.
أما جريدة السانداي تلغراف البريطانية فتقول: “إن سكان العالم من غير المسلمين بدؤوا يتطلعون إلى الإسلام، وبدؤوا يقرؤون عن الإسلام فعرفوا من خلال اطلاعهم أن الإسلام هو الدين الوحيد الأسمى الذي يمكن أن يُتبع، وهو الدين الوحيد القادر على حل كل مشاكل البشرية”.
وفي مجلة لودينا الفرنسية بعد دراسة قام بها متخصصون تقول الدراسة: “مستقبل نظام العالم سيكون دينياً، وسيسود النظام الإسلامي على الرغم من ضعفه الحالي، لأنه الدين الوحيد الذي يمتلك قوة شمولية هائلة” وأقول لم لا وهو دين الله، الذي أنزله للعالمين.
ونشرت صحيفة “نيويورك تايمز” قبل عامين مقالاً ذكرت فيه أن بعض الخبراء الأمريكيين يقدرون عدد الأمريكيين الذين يعتنقون الإسلام سنويا بخمسة وعشرين ألف شخص، وأن عدد الذين يدخلون دين الله يومياً تضاعف أربع مرات بعد أحداث 11 سبتمبر وذكر رئيس مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكي: إن أكثر من 24 ألف أمريكي قد اعتنقوا الإسلام بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، وهو أعلى مستوى تحقق في الولايات المتحدة منذ أن دخلها الإسلام.
وفي قلب أوروبا بدأت المآذن فيها تناطح أبراج الكنائس وصوتُ الأذان خمس مرات في تلك البلاد، خيرُ شاهد على أن الإسلام يكسب كل يوم أرضاً جديدة وأتباعاً.
ويكفي أن نعلم أنه قد بلـغ عدد المساجد في أمريكا- ما يقرب من ألفي مسجد، وتحتضن إيطاليا وحدها مائة وعشرين مسجدًا.
ونظرا لإقبال الغرب على الإسلام حذر أسقف إيطالي بارز من (أسلمة أوروبا).
بل وصل الخوف إلى بابا الفاتيكان الذي صرخ بذعر في وثيقة التنصير الكنسي لكل المنصرين على وجه الأرض قائلاً: “هيا تحركوا بسرعة لوقف الزحف الإسلامي الهائل في أنحاء أوربا”.
الله أكبر الله أكبر؛ لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد
المستقبل للإسلام فحافظوا على عموده الصلاة
عباد الله: أوصيكم بما وصى به نبيكم محمد -صلى الله عليه وسلم- عند سكرات موته: “الصلاة الصلاة، وما ملكت أيمانكم”، فمن تركها فقد كفر بالله، خرج من دين الله، ومن ذمة الله، أحل الله دمه وماله وعرضه، فتارك الصلاة مغضوب عليه في السماء والأرض، وتارك الصلاة تلعنه الكائنات والعجماوات، وتارك الصلاة تتضرر منه النملة في جحرها، وتارك الصلاة تتضرر منه الحيتان في البحار.
الله الله في الصلاة آخر وصايا الرسول قبل فراقه الدنيا -عباد الله-، حافظوا على الصلاة وعلى صلاة الجماعة، يقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: “لقد هممت أن آمر رجلاً يصلي بالناس، ثم أخالف إلى رجال يتخلفون عنها، فآمر بهم فيحرقوا عليهم بحزم الحطب بيوتهم، ولو علم أحدهم أنه يجد عظمًا سمينًا لشهدها”. يعني صلاة العشاء.
الإسلام يوصيكم بصلة الرحم
خطبة عيد الفطر المبارك، وأوصيكم -عباد الله- بصلة الأرحام، فإن الله لعن قاطع الرحم: { فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ} [ محمد: 22- 23]، فقاطع الرحم ملعون ومقطوع من الله، فمن لعنه الله فلا راحم له، ومن قطعه الله فلا واصل له، ويقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: “ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل من إذا قُطعت رحمه وصلها”.
أين أنت -يا عبد الله- من صلة الرحم، إن كنت تريد بسط الرزق بدون صلة الرحم، فهيهات هيهات، فاتَّقِ الله وصِلْ رحمك يبسط لك في رزقك، ولعلك تعجب من أن الفَجَرَة إذا تواصلوا بسط الله لهم في الرزق، اسمع لهذا الحديث الصحيح، الذي رواه الطبراني من حديث أبي بكرة، يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “إن أعجلَ الطاعة ثوابًا لَصِلَةُ الرحم، حتى إن أهل البيت ليكونوا فَجَرة، فتنموَ أموالهم، ويكثر عددهم، إذا تواصلوا”.
إن مما يُستجلب به الرزق صلة الرحم، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “من أحب أن يُبسط له في رزقه، ويُنْسَأ له في أثره، فليصل رحمه “. رواه البخاري. وفي رواية: ” من سرَّه أن يُعظم الله رزقه، وأن يُمَدّ في أجله، فليصل رحمه”.
المستقبل للإسلام إذا عملتم بالقرآن
وأوصيكم -عباد الله- بكتاب الله المتين وصراطه المستقيم، من تمسك به بلَّغه الله منازل السعداء، ومن أعرض عنه نزل دركات الأشقياء: { وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيراً * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى} [ طه: 124-126] .
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرة وأصيلاً.
الإسلام أمركم بالتوبة النصوحة
وأوصيكم -عباد الله- بالتوبة النصوح، والاستغفار من الخطايا والذنوب: { قُلْ يَا عِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [ الزمر: 53] .
قال الله تعالى في الحديث القدسي: “يا ابن آدم: إنك ما دعوتني ورجوتني، غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي، يا ابن آدم: لو بلغت ذنوبك عنان السماء، ثم استغفرتني غفرت لك، يا ابن آدم: لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئًا، لأتيتك بقرابها مغفرة”.
فإن سبب انتشار المعاصي في مجتمعاتنا كلها البعد عن الله؛ لأننا تركنا المسجد، وتركنا كتاب الله، فأصابنا الذل ببعدنا عنهما.
يا شباب الإسلام أمركم بالخمس الذهبية.
يا معشر الشباب: “اغتنم خمسًا قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناءك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك”، إذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وإذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، كم من شاب جاءه الموت وهو قائم على معصية الله، وكم من شاب جاءه الموت وهو قائم على طاعة الله.
المستقبل للإسلام فأحذركم من المعاصي في هذا اليوم
عباد الله: أوصيكم بتقوى الله في ممارسة شعائر يومكم هذا، فإياكم والاختلاط، فإنه محرم في دين الله، يقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: “إياكم والدخول على النساء”، فقال رجل: أفرأيت الحمو؟! فقال: “الحمو الموت”. إذا كان ابتعاد المرأة عن الرجل في الصلاة خيرًا، فمن باب أولى في غير الصلاة: “وخير صفوف النساء آخرها، وشرها أولها”؛ لاقترابها من الرجال.
عباد الله: إياكم ومصافحة الأجنبيات: “لأن يُطعن في رأس رجل بمخيط من حديد، خير من أن يمسّ امرأة لا تحلّ له”، وتقول عائشة -رضي الله عنها-: “ما مست يد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يد امرأة قط إلا امرأة يملكها”، وإياكم والغيبة وسماع المحرمات، والنميمة والشح والكبر، والإسراف والتبذير.
الإسلام يأمركم بالسلام والتصافح
وعليكم بإفشاء السلام والتصافح، وعدم التناجش والتقاطع، يقول -صلى الله عليه وسلم-: “ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟!”، قالوا: بلى يا رسول الله، قال: “أفشوا السلام بينكم”.
فمن خطوات الشيطان: إحداث القطيعة بين المسلمين، وكثيرون أولئك الذين يتبعون خطوات الشيطان، فيهجرون إخوانهم المسلمين لأسباب غير شرعية، إما لخلافٍ مادي، أو موقف سخيف، وتستمر القطيعة دهرًا، وقد يحلف أن لا يكلمه، وينذر أن لا يدخل بيته، وإذا رآه في طريق أعرض عنه، وإذا لقيه في مجلس صافح من قبله ومن بعده وتخطاه، وهذا من أسباب الوهن في المجتمع الإسلامي، ولذلك كان الحكم الشرعي حاسمًا والوعيد شديدًا، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- مرفوعًا: “لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث، فمن هجر فوق ثلاث فمات دخل النار”.
عباد الله: العيد لمن عاد إلى الله، ولمن أقام حياته على منهج الله: { وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [ البقرة: 185] .
هذا وصلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه فقال: { إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً} (الأحزاب:56) اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين وعن سائر الصحابة أجمعين وعن التابعينَ لهم وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين وعنا معهم بمنك وفضلك وإحسانك يا أرحم الراحمين .
اللهم أعز الإسلام وانصر المسلمين .. وأذل الشرك والمشركين ودمر أعداء الدين واجعل هذا البلد آمناً مطمئناً وسائر بلاد المسلمين اللهم انصر دينك وكتابك وسنة نبيك وعبادك المؤمنين اللهم آمنا في أوطاننا .. وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا .
اللهم انصر المجاهدين، الذين يجاهدون في سبيلك لإعزاز دينك وإعلاء كلمتك، اللهم انصرهم في فلسطين وفي كشمير وفي الشيشان، وفي كل مكان يا رب العالمين. اللهم سدد سهامهم وآراءهم، واجمع على الحق كلمتهم وانصرهم على عدوك وعدوهم.
اللهم إن اليهود المحتلين قد طغوا وبغوا وآذوا وأفسدوا ودمروا وأرهبوا، اللهم أنزل بهم بأسك الذي لا يرد عن القوم المجرمين، اللهم فرق جمعهم وشتت شملهم واجعل بأسهم بينهم، وأرنا فيهم عجائب قدرتك، يا قوي يا عزيز. ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين.
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.
عباد الله قوموا إلى بعضكم وتصافحوا وتزاوروا وشكروا الله الذي وفقكم لإتمام صيام رمضان وقيامه { سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ } .