الكربون الأزرق
ما هو الكربون الأزرق؟
الكربون الأزرق هو الكربون الذي يتم عزله وتخزينه من قبل النظم البيئية الساحلية والبحرية بما في ذلك المستنقعات المالحة المدية والتي بدورها تقبض عليه وتطلقه، وأنّ الكائنات الحية (مثل أشجار المانغروف والأعشاب البحرية والمستنقعات المالحة و مرج العشب البحري) في جميع أنحاء العالم تلعب دوراً مهماً في عزل الكربون وتخزينه على شكل رواسب وكتلة حيوية من الطحالب المحتملة على المدى الطويل.
وأنَّ هذه النظم البيئية تحبس خزانات الكربون الضخمة التي تلتقطها من ثاني أكسيد الكربون الموجود في الجو ثم ترسب الكربون في الرواسب مما يساعد على تقليل آثار تغير المناخ، وعلى طول سواحل كل قارة باستثناء القارة القطبية الجنوبية تم العثور على النظم البيئية للكربون الأزرق.
وتحدث مستنقعات المد والجزر على السواحل المحمية من المناطق الاستوائية إلى شبه القطب الشمالي وعلى الرغم من أن معظمها في المناطق المعتدلة و تنمو أشجار المنغروف في منطقة المد والجزر للشواطئ شبه الاستوائية والاستوائية.
وتوجد الأعشاب البحرية في المياه الساحلية لجميع القارات ماعدا القارة القطبية الجنوبية، وأن النظم البيئية الساحلية تزيل الكربون الأزرق من المحيطات والغلاف الجوي وتخزنها في الأوراق والجذور والفروع والسيقان و الرواسب الكامنة.
نظرة عامة عن الكربون الأزرق:
أن واحد من أهم المساهمين الرئيسين في تغير المناخ وبطريقة سيئة هو ثاني أكسيد الكربون، لتقليل غاز ثاني أكسيد الكربون بطريقة مثالية يوفر المحيط والسواحل ذلك من خلال عزل الكربون الازرق، فأن الغابات البرية والنظم البيئية للمحيطات في الواقع هي المصارف الرئيسية للكربون الأزرق.
على الرغم من وجود الغطاء النباتي على المحيط فأنّه يغطي أقل من 0.5٪ من قاع البحر، فأنّ المسؤول عن تخزين أكثر من 70٪ من الكربون في الغلاف الجوي هو النظام البيئي إذ يلتقط ثاني أكسيد الكربون من قبل النظام البيئي عن طريق عزل الكربون الأزرق في الرواسب الكامنة الموجودة في الكتلة الحيوية تحت الأرض والكتلة الحيوية الميتة، ويمكن تخزين الكربون الأزرق تحت الأرض لملايين السنين وفي الرواسب النباتية الموجودة تحت الماء، ويمكن أن نعزل من المحيط الكربون العضوي إذا وصل إلى قاع البحر وتغطيه طبقة الرواسب.
أنّ المستويات المنخفضة من الأكسجين في البيئة المدفونة لأن البكتيريا بالفعل تأكل المواد العضوية التي لا يمكنها إنتاج ثاني أكسيد الكربون لعدم قدرتها على تحلل الكربون الأزرق بمعنى آخر أنّ الكربون يتم إزالته من الجو كلياً.
أنواع النظم البيئية للكربون الأزرق
الجدير بالذكر أنّ هذه النظم البيئية الساحلية أصغر حجماً من غابة العالم، ألا أنّها تستمر لسنوات عديدة في سحب الكربون الأزرق وعزله بشكل أسرع حيث يتم احتجاز وتخزين الكربون الأزرق تحت الماء وبعيداً عن الغلاف الجوي من أجل ألا يوثر على الغلاف الجوي، يتم إطلاق كمية كبيرة من الكربون الأزرق في الجو عندما تتلف هذه النظم البيئية الساحلية والتي يمكن أن تكون ضارة بالمناخ.
تضم النظم البيئية المختلفة العديد من النظم البيئية للكربون الأزرق
عشب البحر: هي عبارة عن مجموعة من الحيوانات المنوية التي تشمل أكثر من ستين نوع تكيفت مع الحياة المائية، وفي المروج على الشواطئ وفي جميع القارات باستثناء القارة القطبية يمكن أنّ تنمو بسهولة، إذ يصل نمو عشب البحر على عمق 165 قدم حسب توفر نوعية المياه والضوء.
وأنّ الأعشاب البحرية المثمرة يمكنها إنتاج خدمات فعالة ومثالية للنظام البيئي مثل، تثبيت الرواسب، التنوع البيولوجي والموائل، وعزل مواد الكربون والمواد المغذية، وتشغل هذه الأعشاب فقط 0.1٪ من قاع المحيط ألا أنّها تقارب من دفن الكربون الأزرق المحيطي بما يصل 18٪.K قام النظام البيئي بتخزين ما يقارب 19.9 مليار طن من الكربون.
المنغروف الايكولوجية الزرقاء الكربون:
تشكل غابة المد والجزر من هذه النباتات الملحية للغابات التي توفر مختلف خدمات النظم البيئية الساحلية الحيوية بما في ذلك حماية السواحل وعزل الكربون الأزرق والكثير من الأمور الأخرى، وتم تحديد في 123 دولة وجود 73 نوع من أشجار المانغروف تعد هذه الأشجار مسؤولة عن ما يقارب 10٪ في العالم من دفن الكربون.
مثل الأعشاب البحرية تماماً، وحوالي 3٪ تمثل غابات المنغروف في العالم من غرق الكربون الأزرق من قبل جميع الغابات المدارية، ويتم محاصرة الكربون الأزرق في المحيطات الساحلية بنسبة 14٪ .
مستنقع الايكولوجية الزرقاء الكربون:
في الخطوط الساحلية من شبه الاستوائية إلى القطب الشمالي يمكن العثور على النظام البيئي للمستنقعات، إذا تتمتع المستنقعات في إنتاج عالي وأن الكتلة الخاصة الحيوية يمكنها إنشاء رواسب يبلغ عمقها 26 قدم، يتم عزل الكربون الأزرق في الكتلة الحيوية تحت الأرض من قبل الأهوار بسبب ارتفاع الترسيب العضوي وتحللها اللاهوائي، يمكن أنّ تغطي الأهوار حوالي 400000 كيلومتر مربع حول العالم.
الطحالب الايكولوجية الزرقاء الكربون:
أنّ كلا الطحالب الكبيرة والطحالب الدقيقة لا تشمل على اللجنين المعقد، وأن الكربون الأزرق الذي يخزن من قبل الطحالب يمكن أن يتحرر بسهولة في الغلاف الجوي مقارنة بالكربون الازرق المحتجز في الأرض، ومن جهة أخرى أن الطحالب تخزن الكربون تخزين قصير الأجل وتستخدمه كعامل وسيط لإنتاج الوقود الحيوي.
أنّ الطحالب الكبيرة لا تمتلك المحتوى العالي من الزيت وأيضاً لا تتمتع بإمكانية كافية لوقود الديزل الحيوي ولكن يمكن استعمال الطحالب الكبيرة مواد وسطية للوقود الحيوي.
لماذا تعد استعادة هذه النظم الإيكولوجية مهمة؟
أكدت الدراسات أن أشجار المانغروف والأراضي الرطبة الساحلية تستطيع أن تحجز الكربون الأزرق مرتين أو أربع مرات أكبر من الغابات المدارية، وبمقدار يصل إلى خمسة أضعاف الكربون الأزرق أكثر من الغابات الاستوائية يمكنهم تخزينه ( يخزن الكربون الأزرق الموجود تحت الأرض وليس فوق الأرض في الغابات الاستوائية).
أنّ هذه الموائل من خلال الاستيلاء على الكربون الأزرق توفر خدمة جيدة، فإنّ أي خلل فيها أو تدميرها يشكل خطراً كبيراً، وعند إصابة النظم البيئية الساحلية بأي ضرر لا يتم تدمير قدراتها على العزل فقط بل يتم إطلاق الكربون الأزرق الموجود بالفعل بالجو فهذا يساعد في رفع مستويات الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي، وأن هذا التحول سيسمى من النظام البيئي الساحلي للأحواض الكربون الأزرق إلى انبعاثات الكربون الأزرق.
العوامل التي تؤثر على ترسيب الكربون:
تغطي أشجار المانغروف والمستنقعات والأعشاب البحرية أكثر من 49 مليون من هكتار في كافة أنحاء العالم، وتقع الأعشاب البحرية في المناطق الاستوائية إلى القطبية، وتقع أشجار المانغروف في النظم البيئية المدارية وشبه الاستوائية، ويتم العثور على مستنقعات المد والجزر في المناطق المعتدلة، ويوجد أيضاً عوامل متنوعة تؤثر على النظم البيئية الساحلية بما فيها انخفاض الغطاء النباتي في الموائل الساحلية.
وأن عوامل عديدة تسبب هذا الانخفاض في الأعشاب البحرية مثل الصيد الجائر والتغيرات المناخية ومختلف الممارسات الزراعية ومسببات الأمراض والجفاف وقضايا جودة المياه، وأن جميع هذه العوامل تؤثر على الغطاء النباتي الذي بدوره يؤثر على ترسيب الكربون الأزرق في المحيط.
أن كثافة الغطاء النباتي يجب أن تكون كافية لدرجة تغيير تدفق المياه وبالتالي لتخفيف التآكل وزيادة ترسب الكربون الأزرق.