قدسية المسجد الأقصى
قدسية المسجد الأقصى، الأقصى، ذو السبعة عشر اسما، مسجد إيلياء أو بيت المقدس، ذو أهمية دينية عميقة للمسلمين في جميع أنحاء العالم، فهو أولى القبلتين، وثالث الحرمين الشريفين، وللصلاة داخل المسجد فضل عظيم، وسيحشر الناس إليه في آخر الزمان، والأقصى أحد أكبر مساجد العالم، وسمي الأقصى لأنه أبعد المساجد التي تزار، فالأقصى، يعني “الحرم الأبعد”، ويشير إلى المسجد ذو القبة، وتضم المنطقة قبة الصخرة والمآذن الأربعة والبوابات التاريخية، وقدسية المسجد الاقصى علي مر الازمان أنه قد ورود ذكره في القرآن الكريم وأحاديث النبي عليه الصلاة والسلام، كما يُقدّس المسيحيون واليهود أيضا المكان نفسه.
معالم المسجد الأقصى
يقع المسجد الاقصى داخل البلدة القديمة بالقدس في فلسطين، ويشمل المسجد، في صدر الساحة من جهة القبلة، والمبنى الواقع تحت هذا المسجد” الأقصى القديم”، قبة الصخرة والمسجد القِبْلي والمصلى المرواني، الواقع تحت الجهة الجنوبية الشرقية، وعدة معالم أخرى يصل عددها إلى 200 معلم، ويقع المسجد الأقصى فوق هضبة صغيرة تُسمى “هضبة موريا” وتعد الصخرة أعلى نقطة فيه، وتقع في قلبه”، وتبلغ مساحة المسجد الأقصى نحو 14 ألف متر مربع، ويبلغ طول السور من جهاته الأربعة: (الغربي 491 مترا والشرقي 462 مترا والشمالي 310 أمتار والجنوبي 281 مترا).
يتكون الأقصى من عدة أبنية، ويحتوي علي أربعة مآذن من أيام المماليك، ويضم حوالي200 معلم، ولدي المسجد رواق أوسط كبير، مقام على أعمدة رخامية يغطيه جملون مصفح بألوان الرصاص، وينتهي الرواق بقبة عظيمة تستند بدورها على أربع دعامات حجرية تعلوها أربعة عقود حجرية، وعلى جانبي الرواق الأوسط يوجد ثلاثة أروقة أخرى، تسير بالتوازي مع الرواق الأوسط وأقل منه ارتفاعا.
زينت القبة من الداخل بالزخارف الفسيفسائية، ومن الخارج تم تغطيتها بصفائح النحاس المطلية بالذهب، وتتكون من طبقتين داخلية وخارجية.
أهمية المسجد الاقصى
قدسية المسجد الأقصى، تنبع من أهميته الدينية في أنحاء العالم، الأقصى ثالث أقدس مكان على وجه الأرض، لماذا؟:
– أسري الرسول الكريم ليلة الإسراء والمعراج من مكة إلى القدس، يقول سبحانه وتعالي في سورة الإسراء (سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير) ، والصلاة بالمسجد الأقصى كمن أدى خمسمائة صلاة فيما سواه عدا المسجد الحرام والمسجد النبوي…
– عن أبي الدرداء رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم: (الصلاة في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة، والصلاة في مسجدي بألف صلاة، والصلاة في بيت المقدس بخمسمائة صلاة)
– توجد كنيسة القيامة داخل الحي المسيحي، التي تتمتع بأهمية خاصة لدى المسيحيين في كل أنحاء العالم، حيث يؤمن المسيحيون بأنه قد تم صلب المسيح عليه السلام هناك، وقبره متواجد داخل الكنيسة…
– أما بالنسبة إلى اليهود تتمثل أهمية المدينة لوجود حائط المبكى(حائط البراق) الذي يعتقد اليهود أنه ما تبقى من هيكل النبي الملك سليمان، فيطلقون على ساحات المسجد الأقصى اسمَ “جبل الهيكل”، وهو أكثر المواقع المقدسة اليهودية.
تاريخ المسجد الأقصى
ليس معلوما متي تم بناءه لأول مرة ولكن الثابت أنه بني بعد المسجد الحرام بأربعين عاما، فعن أبى ذر أنه قال: “قلت يا رسول الله أي مسجد وضع في الأرض أول؟ قال: المسجد الحرام، قلت: ثم أي ؟ قال: المسجد الأقصى، قلت: كم بينهما ؟ قال: أربعون سنة”.
– كان المسجد الأقصى بدائيا حين تم بناءه لأول مرة فقد كان من الطوب اللبن، لذا أعيد بناءه وتخطيطه أكثر من مرة على مر العصور، وكان آدم عليه السلام من بناه ولكن البعض يقول أن سام بن نوح من بناه، ورأي آخرون أن النبي إبراهيم هو من بناه…
تتابعت عمليات البناء والتعمير علي الأقصى بعد ذلك، فقد عمره سيدنا إبراهيم حوالي العام 2000 قبل الميلاد، ثم استكمل تعميره من بعده أبناؤه إسحاق ويعقوب، كما جدد سيدنا سليمان عليه السلام بناءه، حوالي العام 1000 قبل الميلاد.
– بنى عمر بن الخطاب الجامع القبلي أثناء الفتح الإسلامي للقدس عام 636م، كنواة للمسجد الأقصى..
– كان أول بناء للمسجد الأقصى بتصميم يسر الناظرين للمسجد بعهد الدولة الأموية، حيث تعرض لهزة أرضية تهدم على آثرها الجانب الغربي والشرقي، فأعاد ترميمه الخليفة العباسي إلا أنه تعرض لهزة أرضية أخرى، فتم ترميمه مرة أخري على يد الخليفة العباسي، فبنيت قبة الصخرة، كما أعيد بناء الجامع القبلي، واستغرق هذا كله قرابة 30 عاما من 66 هجرية/ 685 ميلادية – 96 هجرية/715 ميلادية ، ليكتمل بعدها المسجد الأقصى بشكله الحالي.
الفرق بين المسجد الأقصى وقبة الصخرة
كثيرا ما يتم الخلط بين قبة الصخرة، والأقصى، واعتبارهما كشيء واحد، على الرغم من أنهما مبنيان متميزان لهما تاريخ وأغراض مختلفة، ونوضح هنا اختلافاتهما:
يقع المسجد الأقصى، داخل البلدة القديمة بالقدس، و قدسية المسجد الاقصى علي مر الازمان، تشمل بالمعني كامل المنطقة المحاطة بالسور وكل ما هو داخل سور الأقصى بأنها أرض مباركة.
– مصلى قبة الصخرة أقدم بناء إسلامي بقى محافظا على شكله وزخرفته، بناها عبد الملك بن مروان، عام 66 هجريا الموافق 685 ميلاديا، وانتهى منها عام 72 هجريا الموافق 691 ميلاد، وهي أحد أجزاء المسجد الأقصى، وأحد أجمل الأبنية في العالم، وأبرز معالم المعمار الإسلامي، فالقبة ذات أربعة أبواب، وهي عبارة عن بناء مثمن الأضلاع، وفى داخلها تثمينه أخرى تقوم على دعامات وأعمدة أسطوانية، في داخلها دائرة تتوسطها “الصخرة المشرفة” التي عرج منها النبي للسماء في رحلة الإسراء والمعراج، وهي مطلية من الخارج بألواح الذهب، ارتفاعها 35 مترا، يعلوها هلال بارتفاع 5 أمتار.
أبواب المسجد الأقصى
يوجد في المسجد الأقصى خمسة عشر بابا منها عشرة أبواب مفتوحة علي جهتيه الشمالية والغربية وخمسة مغلقة في جهتيه الشرقية والجنوبية، وأكثر الأبواب المستعملة حاليا، تعود إلى زمن السلطان العثماني سليمان القانوني، الذي بنى سورا عظيما يحيط بالقدس، في منتصف القرن السادس للميلاد، و أبواب المسجد الأقصى أبواب خشبية، ونستعرض معا هنا الأبواب المفتوحة والأبواب المغلقة للأقصى:
الأبواب المفتوحة للمسجد الأقصى
– باب الأسباط أو باب الأًسود نسبة للأسدين المنحوتين على جانبي الباب: يعود تاريخ هذا الباب لعام 1232 هجري ويقع على السور الشمالي، أحد أهم أبواب المسجد الأقصى، والمدخل الأساسي للمصلين منذ أغلق المحتلون الإسرائيليون باب المغاربة في السور الغربي للأقصى أمام المسلمين، والمدخل الوحيد لسيارات الإسعاف إلى المسجد الأقصى في حالات الطوارئ لأنه أوسع أبوابه المساوية للأرض، ومدخله مقوس وارتفاعه 4م، جدده الأيوبيين في عهد السلطان الملك المعظم عيسى عام 610هـ/1213م، ثم في العهدين المملوكي والعثماني، قبل أن يعاد ترميمه مرة أخرى عام 1817م.
– باب حطة: يقع في الحائط الشمالي من سور المسجد الأقصى، وهو الواقع بين مئذنة باب الأسباط وباب فيصل ويعد من أقدم الأبواب، ويعود تاريخه لعام 617 هجري، ويقول المؤرخون إن الباب موجود قبل دخول بنى إسرائيل للأرض المقدسة، وتعلو الباب مجموعة من العلاقات الحجرية، كانت فيما مضى تستخدم لتعليق القناديل..
– باب العتم باب الدودادرية، وباب الملك فيصل، وباب شرف الأنبياء): ويعود تاريخه إلى عام 610 هجري يقع غرب باب حطة في السور الشمالي للمسجد الأقصى، سمي بهذا الاسم نسبة إلى فيصل ملك العراق تخليدا لتبرعه لعمارة الأقصى.
– باب الغوانمة (باب الخليل وباب الغوارمة وباب درج الغوانمة): يقع شمال السور الغربي، يعتبر أول باب يشيد في الجدار الغربي من الناحية الشمالية، وسمي بهذا الاسم نسبة إلى حارة الغوانمة الواصل إليها، أنشئ في العهد الأموي، والغوانمة عائلة يعتقد أنهم وصلوا البلاد مع صلاح الدين الأيوبي، ورمم الباب عام 707 هجري.
– باب الناظر (باب الحبس وباب ميكائيل وباب علاء الدين البصيرى وباب الرباط): يقع في الحائط الغربي من الأقصى، وهو ثاني أبواب السور الغربي للمسجد من جهة الشمال، وأحد أبواب المسجد الأقصى الثلاثة التي لا يفتح غيرها أمام المصلين لأداء صلوات المغرب والعشاء والفجر في المسجد الأقصى منذ بدء الاحتلال الإسرائيلي، وهو قديم العهد، جدد هذا الباب في عهد الملك عيسى في عام 600 هجري.
– باب الحديد (باب آرغون) : يقع في السور الغربي للمسجد، بين بابي القطانين والناظر.
– باب القطانين: يقع في الجهة الغربية من الأقصى، داخل السور وهو بين باب المطهرة وباب الحديد، ويعد باب القطانين من الأبواب الرئيسية الهامة والجميلة المؤدية للمسجد، سمي بهذا الاسم نسبة إلى سوق القطانين المحاذي له من الجهة الغربية ويعود تاريخه إلى عام 737 هجري…
– باب المطهرة: يقع في السور الغربي جنوبي باب القطانين، ويؤدي إلى المتوضأ، لذلك سمي بهذا الاسم، وهو باب قديم جدد في العهد المملوكي على يد الأمير علاء الدين البصيرى، وقد سمي بهذا الاسم نسبة إلى “مطهرة المسجد”…
– باب السلسة باب داوود وباب الملك داوود): يقع بالجهة الجنوبية للأقصى بمحاذاة باب السكينة، ويعود بناء الباب لعام 600 هجري…
– باب المغاربة (باب النبي وباب حارة المغاربة وباب البراق): سمي بهذا الاسم نسبة إلى حارة المغاربة الواصل إليها، يقع في السور الغربي للأقصى، ويعود تاريخ تجديد الباب إلى عام 713 هجري، ومنذ عام 1967، صادرت قوات الاحتلال مفاتيحه، وحرمت الدخول منه على المسلمين، واقتصر الدخول لغير المسلمين، وعادة ما تستخدمه قوات الاحتلال لاقتحام ومهاجمة المصلين بالأقصى.
الأبواب المغلقة للمسجد الأقصى
– باب الجنائز: يقع شرق سور المسجد الأقصى بجانب باب الأسباط، وقد سمي بذلك لخروج الجنائز منه قديما إلى مقبرة الرحمة، وهو مغلق ولا يستخدم الآن..
– باب الرحمة (التوبة): أطلق عليه الصليبيون اسم الباب الذهبي، فهو من أجمل أبواب الأقصى، يقع في السور الشرقي للأقصى، وهو اليوم يمثل مقر لجنة التراث الإسلامي، واسمه يرجع لمقبرة الرحمة الملاصقة له من الخارج، ويتكون من بوابتي الرحمة جنوبا، والتوبة شمالا، ويؤدي مباشرة إلى داخل المسجد.
– الباب الثلاثي: يقع في الجهة الجنوبية من سور الأقصى، وهو عبارة عن 3 مداخل متجاورة تطل على دار الإمارة والقصور الأموية جنوب الأقصى، مغلق بالحجر ولا يمكن استخدامه، ولكن لا زالت آثار هذا الباب ظاهرة للعيان من الخارج..
– باب المزدوج: كان قديما ممرا للأمراء الأمويين، وأصبح الآن مصلى اسمه الأقصى القديم، وهو باب مغلق بالحجر ولا يمكن استخدامه، يقع في السور الجنوبي للأقصى، تحت محراب المسجد القبلي، إلى الغرب من الباب الثلاثي، وهو بذلك يشكل مدخلا من القصور الأموية التي كانت قائمة جنوب الأقصى إلى المسجد القبلي عبر ممر مزدوج يوجد أسفل المسجد..
– باب المنفرد: يقع في الحائط الجنوبي للمصلى المروانى غرب الباب الثلاثي، أغلق صلاح الدين هذا الباب، فلا توجد له في الوقت الحاضر آثار واضحة في سور المسجد الأقصى، لذا سمي بباب الوحيد المفرد والمغلق الذي يظهر للعيان، والباب عبارة عن مدخل واحد كان يفضى إلى دار الإمارة الأموية، التي كانت جنوبي الأقصى، وقد اشتهر عند المؤرخين العرب باسم باب العين لأنه يؤدى إلى عين سلوان.
قدسية المسجد الاقصى، أنه المسجد الثاني الذي وضع في الأرض بعد المسجد الحرام، والقبلة الأولى للأنبياء جميعا، ولا يدخله المسيح الدجال.